تتبنّى إمارة دبي منظومةً للابتكار ونماذج أعمال مواكِبة للمستقبل. وتضمّ المدينة مجتمعاً يزخر بالبيئات الحاضنة للشركات الناشئة والمسرّعة لنموّها، فضلاً عن خطط تنظيمية لتطوير نماذج جديدة للأعمال التكنولوجية واختبارها. وتحتلّ دبي المرتبة الأولى عالمياً في مجال الاستثمار الأجنبي المباشر ونقل التكنولوجيا في قطاعَي الذكاء الاصطناعي والروبوتات. وقد وضعت الإمارة أيضاً أجندة حكومية تقدمية تعمل على إنشاء اختبار تجريبي للمفاهيم في بيئة حية وتشمل تقنيات "هايبرلوب" ورحلات المركبات المأهولة.

ترسم دبي معالم منظومة تخوّل الشركات تحقيق الابتكار في مختلف القطاعات من خلال مجموعة من الاستراتيجيات السابقة لعصرها مثل الذكاء الاصطناعي وتقنية التعاملات الرقمية "بلوك تشين"، والطباعة ثلاثية الأبعاد، وإنترنت الأشياء.

وضمن إطار استمرار المساعي لتحويل دبي إلى مدينة ذكية وتفاعلية تستهدف تحسين حياة أبنائها، أطلق مكتب دبي الذكية منذ تأسيسه أكثر من 130 مبادرة بالشراكة مع مؤسسات القطاعين العام والخاص.

تُعتبر استراتيجية دبي للتعاملات الرقمية "بلوك تشين" 2020 واحدة من جملة المبادرات التي أطلقتها المدينة مع 24 حالة استخدام لتقنية "البلوك تشين" يتم تطبيقها حالياً في ثمانية قطاعات رئيسية بما فيها القطاع المالي وقطاعات التعليم والعقارات وغيرها.

وضعت مبادرة دبي الذكية 2021 خارطة طريق تهدف إلى تحويل دبي إلى مدينةٍ ذكية وتفاعلية تستهدف تحسين حياة أبنائها.

تهدف مؤسسة دبي للمستقبل إلى دعم تطوّر المدينة من خلال سلسلة من المبادرات وتهدف مختبرات دبي للمستقبل الأربعة التي تمّ إطلاقها في العام 2019 إلى تحريك عجلة المشاريع والابتكار في الإمارة، مما يعدّ دليلاً واضحاً على سعيها الدؤوب لتكون في طليعة البلدان في مجال التكنولوجيا والعلوم. وتتيح مبادرة "مسرعات دبي المستقبل" لرواد الأعمال من جميع أنحاء العالم الفرصة للتعاون مع الهيئات الحكومية في دبي وعمالقة الصناعة ضمن برنامجٍ يمتدّ على 9 أسابيع.

تشمل المؤسسة أيضاً أول مركز تابع للثورة الصناعية الرابعة في المنطقة بالشراكة مع المنتدى الاقتصادي العالمي، وتركّز على تطوير السياسات التي تحفّز تطوير تكنولوجيات الجيل التالي، بما فيها الطب الدقيق والذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي وتقنية التعاملات الرقمية "بلوك تشين" فضلاً عن تقنية دفتر الأستاذ الموزّع.

تم إطلاق أجندة الطباعة ثلاثية الأبعاد في المدينة لترسيخ مكانة دبي بصفتها مركزاً لتكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد. وتركّز الأجندة على ثلاثة قطاعات رئيسية تشمل البناء والمنتجات الطبية والمنتجات الاستهلاكية. ويُتوقع أن يتمّ تشييد نسبة تناهز 25 بالمئة من مباني الإمارة بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد بموجب هذا البرنامج الطموح بحلول العام 2030.

كما تواصل دبي تنفيذ أجندة الابتكار من خلال تعزيز المساعي المستشرفة للمستقبل وتطوير التفكير الأسّي، أي الابتعاد عن طريقة التفكير النمطية الخطّية.

صنّف مؤشر الابتكار العالمي الإمارات العربية المتحدة من بين الدول الاقتصادية الثلاثة الأكثر ابتكاراً في منطقة شمال إفريقيا وغرب آسيا، وصنفها المؤشر نفسه في المرتبة الـ36 عالمياً.

كما حلّت دبي ضمن المدن العشرين الأكثر ابتكاراً في العالم. وعلى الرغم من كون دبي مدينة حديثة العهد مقارنة بمدنٍ عالمية أخرى، إلاّ أنها احتلّت المرتبة 16 بين 28 مدينة.

وتبرز مواطن قوّة الإمارة بوجهٍ خاص في مجال الإنتاج والأداء حيث أنها تطلق منتجاتٍ وخدماتٍ جديدة وتكنولوجيات مبتكرة. كما أنّها أثبتت مكانتها بجدارة في الدعم الحكومي وإرساء ثقافة الابتكار.

تتميز كل قطاعات اقتصاد دبي المتنوع بروح الإبداع والابتكار، مما يسمح للمدينة بتبني أفكار جديدة واعتماد تقنيات تدعم استراتيجيتها لبناء مخطط محسَّن ومستدام للمدن العصرية.

ويتيح إطار العمل التنظيمي لدبي أن تستشرف المستقبل باستمرار، بينما تواصل هذه العوامل مجتمعةً بناء بيئةٍ يستمدّ منها المبدعون والمبتكرون إلهامهم.

تبني دبي بنية تحتية مترابطة وذكية تهدف إلى تحفيز الابتكار وتحرص على أن توفر نمواً مستداماً ومتماسكاً في وجه التقلبات العالمية.

وإنطلاقاً من حرص دبي المستمر على الاستثمار الملتزم في قطاعات النمو الرئيسية وتطوير المدينة الذكية، تسعى إلى الحفاظ على مكانتها بين أهم خمسة مراكز عالمية في قطاع التجارة، والخدمات اللوجستية، والسياحة، والشؤون المالية.